تعرّف غراس النهضة عن نفسها بأنها مؤسسة نهضة مجتمعية، جزء من المجتمع، تعمل على تعزيز الاحترام والكرامة من خلال دعم قيم المجتمع السوري والاستجابة لأولوياته بجودة وفعالية وتأثير مستدام يساهم في نهضته
لكن لغراس النهضة أيضا قصة تستحق أن تروى
في عتمة الأيام قبل انطلاقة الثورة الشعبية في سوريا عام 2003، تجمعت في دمشق أرواح شابة مؤمنة بحتمية التغيير. تلاقت عزائمهم وأسسوا فريقًا تطوعيًا صغيرًا، كانوا ينثرون أحلاماً صغيرة في سماء الأمل، ويبنون قدراتهم في حقلٍ مكبوت الأنفاس في وسط القيود المفروضة عليهم، لكن قلوبهم مليئة بالإيمان والأمل في غدٍ مشرق.
كان يجمعهم هو إيمانهم بأن الإنسان قوي بأخيه
في ربيع 2011، تصاعدت صرخة الحرية الأولى في شوارع سوريا، ولم يتردد هؤلاء الشباب في الانضمام إلى المظاهرات منذ البداية.
كانت نداءات الكرامة والحرية تعتبر حلمًا في بلد يُحكم بأسلوب قمعي مثل سوريا، وثمن هذه المناداة سيكون غاليا. ومع ذلك، شارك الشباب والكبار، والنساء والرجال، وحتى الأطفال في هذه المظاهرات. فقد أصبح للحرية قيمة أكبر مما كنا نتصور، بعد خمسين عامًا من القمع.
في شوارع دمشق وريفها، كان فريق غراس النهضة حاضرًا. في ذلك الوقت، لم يكن اسمهم غراس النهضة، كانوا مجرد فريق يساعد ويشارك في تنظيم المظاهرات. وكانت تلك المظاهرات غالبًا ما تتعرض لتفريق وحشي يتسبب في سقوط الشهداء والجرحى والمفقودين.
مع كل مظاهرة تخرج، كان هناك مأساة جديدة تُكتب لعائلة، سواءً كانت ضحية شهيدٍ أو مصابٍ أو مفقودٍ. ومن هنا بدأت البوصلة تتجه في اتجاهها.
واجبنا يحتم علينا أن نقدم المساعدة ونمد يد العون لكل فرد يمكننا الوصول إليه.
سواءً من خلال جمع التبرعات سرًا لدعم العائلات التي فقدت معيلها، أو لنقل الجرحى إلى أماكن آمنة، تلك الأماكن التي تناقص عددها كلما تقدمت أيام الثورة، ويصبح العمل فيها أكثر صعوبة.
في هذه الفترة، فقد الفريق واحدًا من أكثر الأعضاء نشاطًا. إنها راما العسس، التي خرجت من بيتها في 27 أب/أغسطس 2012 ولم تعد إليه حتى اليوم. لقد مرت سنواتٌ تزيد عن العشرة، ولا نعلم ولا يعلم أهلها أين هي؟
وكانت راما ليست الوحيدة في ذلك الوقت.
تكريماً لذكرى راما، أطلقت غراس النهضة مشروع مجمع راما السكني ضمن حملة شتاء 8 بالتعاون مع منظمة بناء، والذي هدف لتحقيق أمنية الحصول على سكن كريم آمن للعائلات في شمال سوريا، حيث حصلت كل عائلة على منزل بدل الخيمة التي تسكنها.
للاطلاع على تفاصيل المشروع قم بالضغط هنا
في ازدياد الاحتياجات، ومحاصرة النظام السوري للبلدات والمدن المنتفضة في وجهه، بدأ فصل جديد من المأساة.
العائلات بدأت بالنزوح من المناطق المحاصرة بشتى الطرق، لتبحث عن المأوى ولو المؤقت، أطفال فقدوا الأب أو الأم أو حتى كلاهما، كبار في السن لم يحتملوا قساوة العيش في الحصار.
اجتماع الفريق في 2012 وقرر تنظيم العمل، والتواصل مع كل من يمكنه مد يد العون لتأمين مأوى أو غذاء او علاج لهذه العائلات.
أطلقوا على أنفسهم غراس النهضة، املاً منهم أن تكون مبادرتهم شتلة تغرس في طريق النهضة الذي ينشده الشعب السوري منذ 2011.
تتوالى الأيام وأعضاء جدد ينضمون للفريق، ويتوسع العمل ليشمل مناطق دمشق والغوطتين الغربية والشرقية ومناطق وادي بردى والقلمون وجنوب دمشق، في بداية عام 2013 كان الفريق يستطيع الوصول لكل بلدة وقرية ومدينة في دمشق وريفها من حدود درعا جنوباً وحتى حمص شمالاً.
ساهم الفريق في إنشاء غرفة متابعة للحالات الطبية، تقدم الإسعاف والعلاج للمصابين وتتابع حالاتهم لتوفير المكان الآمن لهم.
لكن من يعمل في عاصمة النظام السوري لن يكون بعيداً عن قبضته الأمنية مهما توخى الحذر.
يقوم النظام بمداهمة مستودعات المواد الإغاثية ويعتقل العاملين فيها، ومن ثم تطال الاعتقالات أشخاص إداريين في غراس النهضة، بينما لم يكن أمام من تبقى سوى البحث من مكان آمن جديد.
هذه المرة في المناطق المحررة من دمشق وريفها، والتي خرجت عن سيطرة النظام.
كان المصاب عظيماً، وحالة الارتباك كبيرة، مع ذلك، تبقى البوصلة تشير إلى وجهتها، فحيثما وجدت الحاجة ستكون غراس النهضة.
أعيد ترتيب الأوراق من جديد وبدأ العمل بشكل منظم مرة أخرى، والروح بعثت من جديد مع أعضاء جدد.
في صيف عام 2013 يقوم النظام السوري بقصف الغوطة الشرقية بقنابل محملة بمواد كيماوية، وفي ساعات معدودة يصبح عدد الشهداء أكثر من 1000 شهيد معظمهم أطفال ونساء، القصف كان فجراً، حيث يكون الناس مازالوا نيام.
يتحرك العالم لردع السلاح ويترك المجرم طليقا، ومأساة العائلات التي فقدت فلذات اكبادها لا تنتهي.
في قلب المعاناة السورية، وفي ظل وحشية نظام الأسد وميليشياته، حُوّلت أحياء بأكملها إلى سجون مفتوحة. ففي أرياف دمشق، وفي ظل حصار خانق، تحولت الحياة إلى كابوس لا ينتهي. جوعٌ هادرٌ لا يفرق بين كبير وصغير، حاصر الأرواح وأجساد الأبرياء. أُجبرت العائلات على تناول أوراق الشجر والحشائش، وتحولت الأسواق إلى مجرد واجهات فارغة، حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، لتصل إلى مستويات خيالية لم يشهدها التاريخ.
سنوات طويلة مرت على هذا الحصار، وكانت آثاره تزداد يوماً بعد يوم، حتى بلغت ذروتها في جنوب دمشق ومضايا، حيث انتشرت حالات سوء التغذية بين الأطفال والبالغين، وأصبحت مشاهد الجوع والضعف مشهداً يومياً مؤلماً.
في قلب هذا الظلام، أضاءت شمعة أمل. فمنذ اللحظة الأولى للحصار، وقفت غراس النهضة إلى جانب أهلنا في أرياف دمشق، لتكون سندا لهم وعونا في محنتهم. عملنا يداً واحدة مع المجتمع المحلي، لنؤكد على أن الحياة أقوى من الموت، وأن الأمل لا يموت أبداً. دعمت غراس النهضة المبادرات المحلية والأفكار الإبداعية التي ساعدت السكان على الصمود في وجه هذا الحصار. كانت فكرة المحركات التي تعمل بالوقود الحيوي لدعم تشغيل المخابز والنقاط الطبية واحدة من تلك الأفكار الرائدة.
كما دعمت غراس النهضة مركزاً بحثياً قام بتطوير العديد من الأفكار المبدعة، وكان من أبرزها مشروع استنبات الفطر. هذا المشروع الذي بدأ كأمل صغير في خضم الظلام، تحول إلى نورٍ كبير بعد نجاح الأبحاث الأساسية، وتم تدريب السكان على زراعة الفطر في منازلهم، ليصبح الفطر بديلاً بروتينياً مهماً يسد جوعهم.
لم تتوقف جهود غراس النهضة عند هذا الحد، بل دعمت مشاريع زراعة القمح وسلاسل القيمة المرتبطة به، وساهمت في تعزيز الأمن الغذائي في تلك المناطق المحاصرة.
ولم تنسَ غراس النهضة أبداً أن تناصر قضايا المناطق المحاصرة في المحافل الدولية، ودائماً ما كانت تطالب بإدانة سياسة الحصار والتجويع ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة الإنسانية. غراس النهضة كانت وستظل صوتاً للحق، تساند المظلومين وتدافع عن حقهم في الحياة والكرامة.
تكريماً لذكرى الشهيد طارق عبد ربه مدير مكتب غراس النهضة في الغوطة الشرقية والذي فقد حياته إثر قصف النظام على الغوطة الشرقية
قامت غراس النهضة بإطلاق حملة لجمع التبرعات من أجل بناء مجمع سكني متكامل يحمل اسم “مجمع طارق”
وبالفعل تم انجاز القسم الاول من المشروع وتم نقل 96 عائلة إلى مساكنها
كما يتم العمل على بناء مسجد العزة في المجمع ومدرسة غراس النهضة
للاطلاع على تفاصيل المشروع قم بالضغط هنا
مع تهجير آخر العائلات من دمشق وريفها إلى شمال سوريا بدأت رحلة أخرى
مرحلة أخرى عشناها ومهارات متنوعة اكتسبها فريقنا، كما ان غراس النهضة انتقلت هنا إلى منظمة تتلقى التمويل الدولي والأممي.
أصبح التخصص ضرورة وبدأنا التوجه إلى قطاعات إنسانية محددة لنقدم المساعدة من خلالها ومن اجل تكوين خبرات أكبر في هذه المجالات.
دعــم قطــاع التعليــم بكافــة مجالاتــه مــن خــلال العديــد مــن المشـاريع التـي تؤمـن فـرص التعليـم الجيـد المتسـاوي للذكـور والإنــاث فــي مناطــق عملهــا حيــث قمنــا بتجهيــز المــدارس والمراكـز التعليميـة وإعـادة تأهيلهـا، وتقديـم العـون للطـلاب عبــر تزويدهــم بمســتلزمات التعليــم.
بالإضافــة إلــى دعــم المدرسـين مـع التركيـز علـى دعـم المشـاريع النوعيـة للارتقـاء بالعمليــة التعليميــة مــن خــلال دورات تدريبيــة
تأميــن الاحتياجــات الغذائيــة مــن خــال برامجهــا الإغاثيــة التــي تســاعد علــى تحســين حالــة الأمــن الغذائــي مــن خــال توزيــع المــواد الغذائيــة بشــكل عينــي أو مــن خــال البطاقــات الذكيــة والمطابــخ الخيريــة، إضافــة الــى المشــاريع التنمويــة الزراعيــة والحيوانيـة ومشـاريع سـبل العيـش التـي تسـاهم فـي تحقيـق الاكتفــاء الذاتــي وتؤمــن فــرص عمــل للســكان المتضرريــن
تأميــن مقومــات الحيــاة الأساســية للنازحيــن مــن المنكوبيــن والعائــلات المضيفــة لهــم، وذلــك مــن خـلال ترميــم منازلهــم وتوفيــر احتياجاتهــم الإنســانية غيــر الغذائيــة والتــي تتضمــن المفروشــات وأدوات المطبــخ وأدوات النظافــة بالإضافــة لوقــود التدفئــة والمدافــئ.
حمايــة المســــتضعفين مــن فئــات المجتمــع عبــر تقديــم برامــج متنوعــة للدعــم النفســــي والمــادي والاجتماعــي لهــم، كدعــم وإنشــــاء مراكــز للدعــم النفســـي والاجتماعـي للأطفـال والنســـاء المنكوبيـن والمتضررين، بالإضافة لكفالـــة عائـــلات المفقودين والمغيبيـن والأطفـال فاقـدي الأب أو الأبويـن.
تحـرص غـراس النهضة بشـكل دائـم علـى وجـود فهـم محـدث لماهيـة الفئــات المعرضــة للخطــــر والتهديــدات الموجــودة مراعيــن بذلــك أساســــيات الحمايــة بالإضافــة إلــى تعميــم مبــادئ الحمايــة علــى جميــع قطاعــات عمــل المؤسسـة لتحقيـق الحـد الأقصى من الآثـار الإيجابية للبرامـج والمشـاريع ولتكـون المشـاريع قائمـة علـى أســاس الســلامة والكرامــة، والوصــول المفيــد، والقابليــة للمســاءلة، والمشــاركة والتمكيــن.
تنفيــذ مشــاريع تســاعد فــي تعزيــز القــدرة علــى الصمــود وإعــادة بنــاء القــدرات والعمــل علــى الانتقــال مــن الاعتمــاد علــى الإغاثــة الإنســانية نحــو التنميــة ممــا يســهم فــي حــل المشــاكل طويلـة الأمـد التـي نشـأت فـي ظـل الحـرب بـدلا مــن تفاقمهــا.
تقديـم مسـاعدات نقديـة للأطفـال فاقـدي الوالـد أو كلا الوالديـن ممـن هــم دون الخامســة عشــر عامــاً بشــكل شــهري، مــن خــال برنامــج”كفالــة يتيــم” والــذي يهــدف إلــى دعــم الأطفــال الذيــن فقــدوا المعيــل معنويــاً وماديــاً، بتقديــم مبلــغ شــهري وفــق نظــام متكامــل ودقيــق لإدارة عمليـة متابعـة اليتيـم مـن قبـل الكفيـل، وذلـك إلى جانـب متابعة حالـة الطفـل ووضعـه الصحـي مـن خـال مندوبيهـا، وتقديم مـا يحتاجه مـن غـذاء ودواء ومـأوى وفـق البرامـج والإمكانـات المتاحـة
بهدف تخفيف معاناة أهلنا وخصوصاً في المواسم الصعبة بدأنا منذ عام 2012 التدخل عبر حملات جمع التبرعات كحملة الشتاء ورمضان والأضاحي بالإضافة لحملات بدء العام الدراسي والأعياد
بعد سنوات التهجير والنزوح في الخيام لسنوات طويلة قد تصبح فكرة السكن في منزل مجدداً هي حلم للكثيرين.
لذا عملنا على مشاريع المجمعات السكنية التي تحتوي على منازل بيتونية مع المرافق والخدمات الخاصة بها والتي تضمن حياة كريمة للعائلات وتراعي خصوصيتهم وتحفظ كرامتهم
لأننا وأهلنا كمثل الجسد الواحد، فإننا من خلال برنامج جسد واحد نستقبل الحالات الإنسانية التي تردنا من عائلات الأرامل والأيتام والحالات الطبية العاجلة التي تتطلب استجابة سريعة.
نعمل على مساعدة هذه الحالاتن بكفالة نقدية او تأمين مشروع تشغيلي لرب الأسرة أو تسديد كلفة العملية الجراحية أو العلاج.
لأننا ننظر إلى التعليم على أنه اولوية عليا نولي أهمية لحملات التعليم وذلك بهدف دعم المدارس بالمواد التشغيلية وتحسين البنية التحتية ودعم الطلاب بالمناهج والاحتياجات الأساسية، بالإضافة لدعم المعلمين بالحوافز الشهرية.
كل ذلك بالإضافة لجلسات الدعم النفسي والاجتماعي.
حلمنا اليوم هو مدرسة غراتس النهضة في ريف حلب الشمالي ضمن مجمع طارق السكني، تلك المدرسة التي تتسع ل 800 طالب والتي نخطط لتكون المدرسة النموذجية الأولى في المنطقة.
في تلك الأيام (جعل الله أيامكم سرور) يمكنك تقديم الدعم للمحتاجين عبر تقديم العقيقة والقيام برعاية حفلات الأيتام، كما نستقبل النذور وغيرها من العطايا والهدايا المخصصة
بدأنا من قلب دمشق كفريق تطوعي في 2003 وبدأت الاستجابة للاحتياجات الانسانية منذ 2011
نشعر بألم أهلنا ومعاناتاهم ونسعى للوقوف إلى جانبهم
شعارنا الإحسان والإتقان، بدءاّ من استلام التبرعات حتى وصوله إلى أهلنا
نسعى للحفاظ على الكرامة
أموالكم وتبرعاتكم أمانة في اعناقنا نؤديها لاهلنا دون نقصان
وأهم قيمنا حفظ كرامتهم فخدمة أهلنا شرف لنا
نسعى لتأمين فرص عمل للسكان لنحفظ كرامتهم
العطاء هو طريقة للحياة، إنها فرصة لتغيير العالم وإحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين
العطاء هو لغة الحب والتعاطف
شراكة منذ 2016 مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية
عضو مؤسس في تحالف المنظمات السورية غير الحكومية
مرخصة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 2020
مرخصة في تركيا منذ 2016