تختلف الظروف التي يأتي بها شهر رمضان المبارك هذا العام عن مثيله من الأعوام السابقة، فبالإضافة لمعاناة السكان في شمال غرب سوريا نتيجة 12 عام من الحرب والنزوح والحصار يأتي رمضان هذا العام متزامنا مع كارثة لم تشهدها المنطقة منذ ما يقارب القرن من الزمن حيث ضرب زلزال بقوة 7.7 درجات جنوب تركيا في الساعة 4:17 من صباح يوم 6 شباط (فبراير) 2023. هذا هو أقوى زلزال تم تسجيله في تركيا منذ عام 1939. أعقبه زلزال ثان بقوة 7.5 درجة عند الساعة 13:24. وفورا أصدرت حكومة تركيا منذ ذلك الحين إنذارًا من المستوى 4، داعيةً إلى المساعدة الدولية.
كما أثر الزلزال بشكل كبير على شمال غرب سوريا، وهي المنطقة التي يسكنها حوالي 4.5 مليون إنسان (حوالي 90% منهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة) غالبية سكان هذه المنطقة من النساء والأطفال، منهم حوالي 1.8 مليون شخص يعيشون في الخيام منذ ما يزيد عن 6 سنوات.
وفقًا للسلطات المحلية، تم الإبلاغ عن أكثر من 5000 حالة وفاة و8600 إصابة في شمال غرب سوريا.
دمر الزلزال الكبير أكثر من 1700 مبنى بالكامل وأكثر من 6300 مبنى جزئيًا. بلغ عدد العائلات المتضررة من هذا الزلزال أكثر من 11000 أسرة أصبحت الآن بلا مأوى (تشير التقديرات حاليًا إلى أن حوالي 280.000 فرد في شمال غرب سوريا قد تضرروا بشكل مباشر من الزلازل وهم بحاجة ماسة إلى المأوى و / أو المساعدة من المواد غير الغذائية)، وقد أثرت الزلازل على ما لا يقل عن 78 قرية ومدينة. وتم تسجيل أكثر من 80000 حالة نزوح في المنطقة.
وصلت الاحتياجات الإنسانية في سوريا إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مع دخول البلاد عامها الثاني عشر من الحرب في عام 2023.
حيث يعتمد 4.1 مليون إنسان على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات المحلية والدولية، حيث تعتبر إمدادات الخبز اليومي من الاحتياجات الأساسية في الوقت الحالي، ورد أن العديد من الأشخاص لم يتلقوا سوى كميات محدودة من المياه أو شرائح الخبز.
كما هناك حاجة لتوفير الغذاء الطارئ للنازحين في مراكز الإيواء والمساكن المؤقتة، بالإضافة للعمل على توفير المسكن الكريم للسكان (كما ذكرنا هناك 1.8 مليون إنسان يعيشون في الخيم منذ أكثر من 6 سنوات، فإن كارثة الزلزال فاقمت من سوء الوضع مع فقدان أكثر 11000 أسرة للمأوى).
هناك العديد من المدنيين عانوا من انهيارات عصبية وصدمات بسبب فقدان أحبائهم أو أصدقائهم نتيجة الزلزال كما يتأثر الأطفال والنساء وكبار السن بشكل كبير بالذعر الشديد لذلك، من الضروري توفير برامج الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين.