بعد اثنتي عشرة عاماً من الحرب المتواصلة في سوريا أصبحت الحياة في معظم البلاد لا يمكن تحملها، مع تآكل المدخرات، وارتفاع أسعار السلع الأساسية التي تضاعفت مرات عديدة، بالإضافة للنزوح في المخيمات منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
يبلغ عدد سكان منطقة شمال غرب سوريا (محافظة إدلب وريف حلب الشمالي والغربي) 4.5 مليون نسمة (4.1 مليون شخص محتاج للمساعدات)، كما انه هناك 1.9 مليون طفل في سن المدرسة (51% فتيات)، 44% منهم خارج المدرسة (حوالي 800 ألف طفل)، يعيش 97% منهم في فقر مدقع كما يعيش كل فرد فيهم بأقل من 1.90 دولار للشخص الواحد في اليوم).
نتحدث عن 2.87 مليون شخص نازح، يعيش 1.7 مليون شخص منهم في مخيمات بلغ عددها 1396 مخيماً، كما أن 183 مخيماُ منها فقط يتوفر فيها مدرسة.
جاء في مقدمة أسباب التسرب المدرسي عدم توفر الدخل أو المال لدى الأسرة لتعليم أطفالهم مما يؤدي لانتشار ظاهرة عمالة الأطفال، حيث يلجأ الأهل إلى تشغيل أطفالهم بدلا من تعليمهم.
إضافة لذلك، تتمتع المدارس بقدرة محدودة على استيعاب المزيد من الطلاب، كما تعاني من عدم قدرتها على استقبال الأطفال ذوي الإعاقة أو من لديهم حالات خاصة، كما أن بيئات التعلم المتداعية وغير مواتية للتعلم بسبب الاكتظاظ، ونقص الأثاث المدرسي/المستلزمات المدرسية، وعدم كفاية التدفئة والإضاءة ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والمصاريف التشغيلية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، لا يحصل المعلمون على رواتبهم بانتظام كما لا يحصلون على مبالغ كافية (في حال توفرت الحوافز المالية لهم)، مما يشكل تحديًا، خاصة بالنسبة للمعلمين الذين يحتاجون إلى السفر لمسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم وتغطية تكاليف النقل المرتبطة بها. وهذا يؤدي إلى التغيب واستنزاف المعلمين، وإضرابات المعلمين التي تعطل العملية التعليمية، وفي نفس السياق فإن 35% من المدرسين في إدلب لا يتقاضون رواتب، بينما يبلغ وسطي الرواتب المقدمة للمدرسين ما بين 135-150$ شهريا، وهذه الرواتب لا تتناسب مع واقع المعيشة حسب ما أفاد معظم المدرسين.
المصادر: OCHA – ACU